كانت رحلتي إلى الدوحة أفضل تجربة في حياتي، وبعد مرور ما يقارب ثلاث سنوات، أؤمن حقًا بأنها كانت بداية لمرحلة جديدة بالنسبة لي. لقد كانت مشاركتي في مهرجان شباب الجيل المبهر خلال كأس العالم FIFA في قطر تجربة غيّرت حياتي، وشكّلت بشكل عميق مساري المهني وطموحاتي المستقبلية. عندما منحني شون هارفي هذه الفرصة شعرت أنني أسعد إنسانة على وجه الأرض. أن أُمنح فرصة السفر إلى الدوحة وأنا في السابعة عشرة من عمري لتمثيل مدينتي وبلدي في مهرجان شباب الجيل المبهر كانت من أفتخر اللحظات في حياتي. كانت فرصة تحدث مرة واحدة في العمر، وبالفعل لم تخيّب ظني!
قبل السفر إلى الدوحة، كنت أمتلك شغفًا كبيرًا بكرة القدم وبالنجاح، لكن هذه التجربة نقلت طموحاتي إلى مستوى آخر تمامًا. جمع المهرجان بين قادة شباب طموحين من خلفيات متنوعة من مختلف أنحاء العالم، وتعلّمت الكثير من خلال الوقت الذي قضيته وتجربتي في قطر. التفاعل مع هذا الكم من الأشخاص الملهمين والمشاركة في ورش العمل العديدة، وحضور جلسات النقاش مع نجوم الرياضة وروّاد الأعمال، كل ذلك فتح عيني على ما يمكن أن يقدّمه المستقبل إذا كنت مصممًا على تحقيق شيء ما. لقد كانت تجربة ملهمة بحق.
أنا أؤمن بشدة أن كل شيء يحدث لسبب، وإذا أردت شيئًا، فلن يُقدّم لك على طبق من ذهب، بل عليك أن تعمل من أجله بكل جهد. أحاول أن أتمسك بهذه العقلية في كل ما أفعله يوميًا. وهذا أحد الأسباب التي تجعلني أوازن بين العديد من الأمور، ولكنني لا أعتقد أنني كنت سأتمكن من فعل كل ذلك اليوم لولا تجربتي مع الجيل المبهر.
أنا الآن أعمل لدى شركة إيرباص، وهي أكبر شركة طيران وفضاء في أوروبا. وبينما أدرس لنيل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، أعمل أيضًا بدوام كامل داخل الشركة. إنها فرصة رائعة، والتعرّف على مختلف أقسام العمل فيها يساعدني كثيرًا على التطوّر والنمو مع تقدم مسيرتي المهنية. من الصعب جدًا العثور على تدريب مهني في قطاع الرياضة يقدم فرصًا مماثلة لتلك التي تقدمها إيرباص، ولذلك عندما عُرضت علي هذه الوظيفة، لم أتردد لحظة في قبولها!
ورغم أن دوري الأساسي ووظيفتي اليومية ليست في مجال كرة القدم، إلا أنني ما زلت منخرطة فيه بشكل كبير، فأنا عضو في مجلس الشباب التابع للاتحاد الويلزي لكرة القدم، ودوري كعضو في المجلس يتمثل في تمثيل أصوات الشباب في ويلز وتقديم المشورة بشأن السياسات وتطوير كرة القدم هناك. خلال وجودي في الدوحة، التقيت برئيس الاتحاد الويلزي لكرة القدم، وأخبرني عن مجلس الشباب وقال إنه سيكون فرصة رائعة لي إذا نجحت في التقديم. لذا، هذا المنصب الذي أشغله الآن ما كان ليتحقق لولا رحلتي إلى الدوحة. بالإضافة إلى ذلك، أنا عضو في مجلس اتحاد كرة القدم لشمال شرق ويلز (NEWFA). أن أكون محاطة بشبكة من الأشخاص المتميّزين في مجالاتهم هو أمر إيجابي للغاية بالنسبة لي. فأنا شغوفة جدًا بكرة القدم ولدي دافع كبير ورغبة قوية في العمل يومًا ما في منصب قيادي داخل هذا القطاع، وجميع الفرص والأدوار التي أشارك بها حاليًا ستساعدني حتمًا على تحقيق هذا الحلم.
كل ما أفعله خارج الملعب نابع من شغفي الحقيقي بكرة القدم واللعب نفسه. ألعب حاليًا لصالح نادي كوناهز كواي نومادز، وانضممت إليه منذ الصيف. الأجواء رائعة والفريق يضم مجموعة متميزة من الفتيات والطاقم الفني، وأعتقد أن ذلك انعكس بشكل واضح على أدائنا وتطورنا هذا الموسم. لدينا الآن راعٍ جديد هو بنك أوف أمريكا، وهو بلا شك مؤسسة عملاقة، لذا فإن هذه الخطوة تُعد تطورًا كبيرًا لقسم السيدات في النادي، ونأمل أن نتعاون معهم لبناء شيء مميز في هذا القسم.
ومن العدل أن أقول إنني لم أكن لأصل إلى ما أنا عليه اليوم لولا التجارب التي خضتها مع برنامج الجيل المبهر. فقد كان نقطة الانطلاق لكل الفرص التي حصلت عليها، وبدونه بالتأكيد لم أكن لأكون في مكاني الحالي. سأظل ممتنة دومًا لشون وكل من في برنامج الجيل المبهر لمنحي هذه الفرصة الرائعة للمشاركة في تجربة لا تُنسى في الدوحة. إنها تجربة ستبقى في ذاكرتي للأبد، وبكل تأكيد أتمنى لو يمكنني أن أعيشها مرة أخرى!
