وتضمن البرنامج التدريبي جلسات تثقيفية حول "الرياضة من أجل التنمية" قدمها مدربون رئيسيون بحضور أكثر من 20 اخصائيّ اجتماعي محترف من المنظمات غير الحكومية الدولية والمحلية، من ضمنها منظمة "أنقذوا الأطفال"، المجلس الدنماركي للاجئين، الحركة الاجتماعية، منظمة حماية ومنظمة شفت. ومع انتهاء الجلسات التدريبية تم تزويد المشاركين بمرجع تعليمي للموارد التعليمية، يتضمن الأنشطة وتصاميم للحصص التدريبية التعليمية لتقديم البرنامج إلى أكثر من 150 شاباً وشابة من الفئات الأقل حظاً على مدى الأشهر الثمانية القادمة.
وتضمن البرنامج التدريبي الذي استمر لمدة ثلاثة أيام مقرّر "الدعم النفسي والاجتماعي والصحة الذهنية" الذي تم إعداده خصيصاً لمعالجة الواقع الصعب والتحديّات التي يواجهونها الأطفال الذين لا يجدون إلا حلولاً سلبية للهروب من واقعهم الصعب مثل العمل والتسرّب المدرسي. تم تقديم الجلسات بالتنسيق مع مؤسسة رينيه معوض، وهي منظمة رائدة في تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية والريفية في لبنان وسائر الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فاستضافت الجلسات التدريبية في مقرها الرئيسي في بلدة مجدليا، قضاء زغرتا شمال لبنان.
في هذا الإطار قال السيّد ناصر الخوري، المدير التنفيذي لمؤسسة الجيل المبهر: "تلتزم مؤسسة الجيل المبهر بتعزيز قدرات المنظمات غير الحكومية التي تنشط مع الأطفال والشباب الأكثر حرماناً وعرضة للأخطار حول العالم." وأضاف: "نحن نوظف قوة الرياضة التغييرية عبر إعداد برامج تم تصميمها خصيصا لتزويد الأطفال والشباب المهمّش بفرص تطوير مهاراتهم الحياتية واكتساب مهارات التعلّم الاجتماعي-العاطفي، لتمكينهم من اكتشاف وتفعيل كل قدراتهم".
من جهتها علقت آية حيدر، نائب الرئيس والمدير التنفيذي في الجمعية اللبنانية للاقتصاد السلوكي (نادج ليبانون): "إن تمعنّا في التداعيات الاجتماعية الصعبة للأزمة المستفحلة التي يواجهها لبنان منذ 2018، نرى أن المقاربات والمناهج التي تتبناها مؤسسة الجيل المبهر عبر برنامج الرياضة من أجل التنمية تتقاطع مع نتائج الأبحاث الخاصة بالجمعية اللبنانية للاقتصاد السلوكي التي ترتكز على الفائدة المتبادلة القائمة على الأدلة والأبحاث السلوكية كوسيلة قوية تعالج واقع التكيّف الصعب الذي يعصف بالشباب في الحالات الطارئة. هذا العمل لا يعزّز فقط من قدرات الممثلين المحلييّن بصفتهم مشرفين على عملية التغيير، بل يعتمد على أساليب للرصد والتقييم دقيقة جداً لتحليل الدروس المكتسبة من البرنامج من نجاحات وتحديات والاستفادة منها في المستقبل على نطاق أكبر".
ويتم إعداد المدربين من خلال الرياضة والأنشطة البدنية واللعب ليتمكنوا من تطبيق الأنشطة الشبابية التي تنمّي السلوكيات الإيجابية والمهارات الحياتية والتعلّم الاجتماعي-العاطفي، ما يشكل مصدر دعم لهم طوال حياتهم. ومن خلال الاستفادة من القوة الموحدة للرياضة جنباً إلى جانب مع المكاسب البدنية والنفسية والاجتماعية، يمكن للمدربين تحفيز الشباب الضعيف وتمكينه أن يطو بثقة نحو التغيير الاجتماعي، الأمر الذي يلهمهم أيضاً "لنقلها" إلى نطاق مجتمعي أوسع.
وشاركت إحدى المتدربات أفكارها حول التدريب قائلة: "إنها المرة الأولى التي نشارك فيها في حصة تدريبية مبتكرة مخالفة للمقاربات التقليدية. لقد فتح برنامج الرياضة من أجل التنمية لنا الآفاق وعلّمنا كيفية توظيف الرياضة كمحفّز لتنمية وصقل المهارات الحياتية وتكوين شخصيات الأطفال والشباب. وكان مفيد جداً ان ندرك أهمية العاملين النفسي والاجتماعي، إذ كشف البرنامج عن دور الرياضة الأساسي في مساعدة من عانى من الصدمات البدنية والنفسية. وفيما كنا نتمنى أن تكون مدة التدريب أطول وأن يتم وتزويدنا بأدوات وأنشطة جديدة، فإننا نتطلع قدما نحو تطبيق ما اكتسبناه في حصصنا التعليمية مع الأطفال في الوقت الذي نترقب فيه فرصة جديدة للتدريب.