وانطلاقاُ من رؤيتها القائمة على تطوير وبناء المهارات والقدرات من خلال برامج الرياضة من أجل التنمية، رشّح الجيل المبهر اثنين من سفرائه الشباب في قطر، هما محمد القصابي وأرام خالد، لتمثيل المؤسسة في "مهرجان 24". والتحقت بهما وفود شبابية برعاية الجيل المبهر من منظمة "الحق في اللعب" من باكستان ومؤسسة "فورسا" من السنغال، فشكّل كل منهم إضافة قيّمة وفريدة لمزيج مميز من القيادات الشبابية العالمية. وشكّل المهرجان، الذي تمّ اعتماده من قبل وزارة الرياضة الفرنسية كجزء من برنامج إرث باريس 2024، منصة نادرة لهؤلاء القادة الشباب كي يكونوا ضمن مجموعة غنية ومتنوعة تعنى بالتبادل الثقافي والأنشطة الرياضية الشاملة والمنتديات الرفيعة المستوى، وكلها مصممة لتعزيز مهاراتهم القيادية وقدرتهم على دفع عجلة التغيير الاجتماعي قدماً من خلال الرياضة.
وتشير تجارب المشاركين الشباب على مدى أهمية هذا المهرجان وانعكاساته الإيجابية. في هذا السياق تحدث القصابي عن قيمة الحوار الدولي قائلا: " إن أهم ما توصلت إليه من خلاصات خلال مهرجان 24، هو أهمية التفاعل الشبابي القادم من مختلف أنحاء العالم والذي يتشارك شغفا مشتركا حول أهمية الرياضة من أجل التنمية. إن تبادل الأفكار والمعرفة الثقافية أمران في غاية الأهمية". من جهتها أكّدت أليشا ساهيتو، مندوبة الشباب من باكستان على هذا الشعور، منوهة بالمساواة والشمولية خلال المهرجان: "المساواة هي أفضل ما اختبرت خلال مهرجان 24. تم تذليل جميع الفروقات، والتعامل مع كل مشارك من منظور قيادي. سأسعى لإلهام مجتمعي كي تبقى الرياضة من ضمن أولوياته".
ونظراً لمهاراتهما القيادية، لم تقتصر مشاركة سفيري الجيل المبهر الشباب، القصابي وخالد، على حلقات النقاش فحسب، بل قادا أيضا دورات تدريبية حول الرياضة من أجل التنمية للمندوبين في "مهرجان 24". سهلت هذه الجلسات الحوار الهادف والتعلم، مما عزز جهود الجيل المبهر المستمرة لتمكين الشباب من خلال الرياضة. وانطلاقا من مثابرتهما على تطوير قدراتهما القيادية، تمكّن القصابي وخالد من مشاركة الدروس القيمة التي تعلماها على مرّ السنين كسفيرين للشباب لدى الجيل المبهر، ما أثرى تجربة جميع المشاركين.
وباعتبارها إحدى كبار الشركاء الفاعلين في مهرجان 24، إلى جانب الرعاة المرموقين بما في ذلك الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD)، ومجموعة أكور الفرنسية العالمية، وكوكا كولا، ومؤسسة لاكوست، والاتحاد الأوروبي، وفيزا، وسانوفي، وغيرها، تلتزم مؤسسة الجيل المبهر دوما بتحقيق تغيير مستدام في المجتمعات من خلال الرياضة وتمكين الجيل القادم من القادة. وحرصت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى دولة قطر على دعم مشاركة الجيل المبهر في "مهرجان 24" تقديرا منها لأهمية وقيمة هذه المشاركات الدولية، مما عزز تجربة السفراء الشباب لاسيما في ظل التماهي الكامل مع توجه والتزام الاتحاد الأوروبي الهادف لتمكين الشباب.
وتعليقا على هذه الشراكة، قال السيّد ناصر الخوري، المدير التنفيذي لمؤسسة الجيل المبهر: "حظينا بشرف التعاون مع "مهرجان 24" هذا العام، والإسهام في تطوير قادة شباب من حول العالم والتأكيد على الدور الحيوي للمساواة بين الجنسين والدمج من خلال الرياضة، لا سيما مع ما يشكله أولمبياد باريس 2024 من مصدر إلهام مؤثر لتحقيق ذلك. هذا الحدث الرياضي سمح لنا بالمضي قدماً في العمل على تنفيذ أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة بشكل أكبر مع البناء على الإرث المستمر لكأس العالم FIFA قطر 2022. نشكر شركاءنا في الاتحاد الأوروبي. إن دعمهم جعل مهمة هؤلاء الشباب المتميزين من قطر وباكستان والسنغال في المضي بهذه الرحلة ممكناً."
وبهذه المناسبة، قال سعادة الدكتور كريستيان تودور، سفير الاتحاد الأوروبي، لدى دولة قطر: "بما أن مهرجان هذا العام يتزامن مع الألعاب الأولمبية التي جرت فعالياتها ضمن نطاق الاتحاد الأوروبي، وفيما الدبلوماسية الرياضية تبقى دوماً وسيلة أساسية لتعزيز وتنفيذ خطة عمل الاتحاد الأوروبي للشباب الساعية لتحقيق أهدافها خارج النطاق الجغرافي للاتحاد، فقد دعمنا هذا النشاط بكل حماسة. لقد شعرت بسعادة غامرة لرؤية القادة الشباب من قطر وباكستان والسنغال يشاركون في هذا البرنامج المميّز، بما في ذلك التبادل الثقافي والأنشطة الرياضية، فضلا عن الانخراط في مناقشات هادفة حول القضايا التي تشكل مستقبلهم وتؤسس لرؤى جديدة لعالمنا."
لقد شكل "مهرجان 24" وأولمبياد باريس 2024 لحظة محورية بالنسبة لمؤسسة الجيل المبهر، حيث توسع نطاق تركيزها إلى ما هو أبعد من كرة القدم لتشمل رياضات أخرى من أجل التنمية، وتعزيز تأثيرها وانتشارها. يؤكد هذا النمو من جديد تفاني المؤسسة في تسخير القوة التأثيرية للرياضة لدفع عجلة التغيير الإيجابي ضمن المجتمعات المختلفة حول العالم.
وفيما اهتمام العالم ينصب حالياً على الألعاب البارالمبية، يستمر صدى "مهرجان 24" يتردد في الأرجاء، فالدروس المستفادة والعلاقات التي نسجها هؤلاء القادة الشباب لن تؤثر فقط على تطوّرهم الشخصي، إذ أنّ التأثيرات الإيجابية ستنسحب على مجتمعاتهم، ما يجعل الأثر قائماً على الدوام ومتجاوزاً الحدث نفسه. إن الجيل المبهر يبقى دوماً ملتزماً بتوظيف الرياضة للتغيير الاجتماعي، وترسيخ دوره كمشروع إرث رئيسي لكأس العالم لكرة القدم قطر 2022™.